شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار عائشة في خروجها من مكة إلى البصرة بعد مقتل عثمان

صفحة 217 - الجزء 6

  قال أبو مخنف جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان فقالت لها يا بنت أبي أمية أنت أول مهاجرة من أزواج رسول الله ÷ وأنت كبيرة أمهات المؤمنين وكان رسول الله ÷ يقسم لنا من بيتك وكان جبريل أكثر ما يكون في منزلك فقالت أم سلمة لأمر ما قلت هذه المقالة فقالت عائشة إن عبد الله أخبرني أن القوم استتابوا عثمان فلما تاب قتلوه صائما في شهر حرام وقد عزمت على الخروج إلى البصرة ومعي الزبير وطلحة فاخرجي معنا لعل الله أن يصلح هذا الأمر على أيدينا بنا فقالت أم سلمة إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان وتقولين فيه أخبث القول وما كان اسمه عندك إلا نعثلا وإنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول الله ÷ أفأذكرك قالت نعم

  قالت أتذكرين يوم أقبل # ونحن معه حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال خلا بعلي يناجيه فأطال فأردت أن تهجمي عليهما فنهيتك فعصيتني فهجمت عليهما فما لبثت أن رجعت باكية فقلت ما شأنك فقلت إني هجمت عليهما وهما يتناجيان فقلت لعلي ليس لي من رسول الله إلا يوم من تسعة أيام أفما تدعني يا ابن أبي طالب ويومي فأقبل رسول الله ÷ علي وهو غضبان محمر الوجه فقال ارجعي وراءك والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان فرجعت نادمة ساقطة قالت عائشة نعم أذكر ذلك قالت وأذكرك أيضا كنت أنا وأنت مع رسول الله ÷ وأنت تغسلين رأسه وأنا أحيس له حيسا وكان الحيس يعجبه فرفع رأسه وقال يا ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأذنب تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة