شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار عائشة في خروجها من مكة إلى البصرة بعد مقتل عثمان

صفحة 218 - الجزء 6

  عن الصراط فرفعت يدي من الحيس فقلت أعوذ بالله وبرسوله من ذلك ثم ضرب على ظهرك وقال إياك أن تكونيها ثم قال يا بنت أبي أمية إياك أن تكونيها يا حميراء أما أنا فقد أنذرتك قالت عائشة نعم أذكر هذا قالت وأذكرك أيضا كنت أنا وأنت مع رسول الله ÷ في سفر له وكان علي يتعاهد نعلي رسول الله ÷ فيخصفها ويتعاهد أثوابه فيغسلها فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها وقعد في ظل سمرة وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه فقمنا إلى الحجاب ودخلا يحادثانه فيما أراد ثم قالا يا رسول الله إنا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا فقال لهما أما إني قد أرى مكانه ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران فسكتا ثم خرجا فلما خرجنا إلى رسول الله ÷ قلت له وكنت أجرأ عليه منا من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم فقال خاصف النعل فنظرنا فلم نر أحدا إلا عليا فقلت يا رسول الله ما أرى إلا عليا فقال هو ذاك فقالت عائشة نعم أذكر ذلك فقالت فأي خروج تخرجين بعد هذا فقالت إنما أخرج للإصلاح بين الناس وأرجو فيه الأجر إن شاء الله فقالت أنت ورأيك فانصرفت عائشة عنها وكتبت أم سلمة بما قالت وقيل لها إلى علي #.

  فإن قلت فهذا نص صريح في إمامة علي # فما تصنع أنت وأصحابك المعتزلة به قلت كلا إنه ليس بنص كما ظننت لأنه ÷ لم يقل قد استخلفته وإنما قال لو قد استخلفت أحدا لاستخلفته وذلك لا يقتضي حصول الاستخلاف