أخبار عائشة في خروجها من مكة إلى البصرة بعد مقتل عثمان
  ويجوز أن تكون مصلحة المكلفين متعلقة بالنص عليه لو كان النبي ÷ مأمورا بأن ينص على إمام بعينه من بعده وأن يكون من مصلحتهم أن يختاروا لأنفسهم من شاءوا إذا تركهم النبي ÷ وآراءهم ولم يعين أحدا.
  وروى هشام بن محمد الكلبي في كتاب الجمل أن أم سلمة كتبت إلى علي # من مكة أما بعد فإن طلحة والزبير وأشياعهم أشياع الضلالة يريدون أن يخرجوا بعائشة إلى البصرة ومعهم عبد الله بن عامر بن كريز ويذكرون أن عثمان قتل مظلوما وأنهم يطلبون بدمه والله كافيهم بحوله وقوته ولو لا ما نهانا الله عنه من الخروج وأمرنا به من لزوم البيت لم أدع الخروج إليك والنصرة لك ولكني باعثة نحوك ابني عدل نفسي عمر بن أبي سلمة فاستوص به يا أمير المؤمنين خيرا.
  قال فلما قدم عمر على علي # أكرمه ولم يزل مقيما معه حتى شهد مشاهده كلها ووجهه أميرا على البحرين وقال لابن عم له بلغني أن عمر يقول الشعر فابعث إلي من شعره فبعث إليه بأبيات له أولها
  جزتك أمير المؤمنين قرابة ... رفعت بها ذكري جزاء موفرا
  فعجب علي # من شعره واستحسنه.
  ومن الكلام المشهور الذي قيل إن أم سلمة رحمها الله كتبت به إلى عائشة إنك جنة بين رسول الله ÷ وبين أمته وإن الحجاب دونك لمضروب على حرمته وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه وسكن عقيراك فلا تصحريها لو أذكرتك قوله من رسول الله ÷ تعرفينها لنهشت بها نهش الرقشاء المطرقة ما كنت