شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

81 - ومن كلام له # في صفة الدنيا

صفحة 238 - الجزء 6

٨١ - ومن كلام له # في صفة الدنيا

  مَا أَصِفُ مِنْ دَارٍ أَوَّلُهَا عَنَاءٌ وَآخِرُهَا فَنَاءٌ فِي حَلاَلِهَا حِسَابٌ وَفِي حَرَامِهَا عِقَابٌ مَنِ اِسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ وَمَنِ اِفْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ وَمَنْ سَاعَاهَا فَاتَتْهُ وَمَنْ قَعَدَ عَنْهَا وَاتَتْهُ وَمَنْ أَبْصَرَ بِهَا بَصَّرَتْهُ وَمَنْ أَبْصَرَ إِلَيْهَا أَعْمَتْهُ قال الرضي | أقول وإذا تأمل المتأمل قوله # ومن أبصر بها بصرته وجد تحته من المعنى العجيب والغرض البعيد ما لا يبلغ غايته ولا يدرك غوره لا سيما إذا قرن إليه قوله ومن أبصر إليها أعمته فإنه يجد الفرق بين أبصر بها وأبصر إليها واضحا نيرا وعجيبا باهرا العناء التعب وساعاها جاراها سعيا وواتته طاوعته.

  ونظر الرضي إلى قوله أولها عناء وآخرها فناء فقال

  وأولنا العناء إذا طلعنا ... إلى الدنيا وآخرنا الذهاب