شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

81 - ومن كلام له # في صفة الدنيا

صفحة 239 - الجزء 6

  ونظر إلى قوله # في حلالها حساب وفي حرامها عقاب بعض الشعراء فقال

  الدهر يومان فيوم مضى ... عنك بما فيه ويوم جديد

  حلال يوميك حساب وفي ... حرام يوميك عذاب شديد

  تجمع ما يأكله وارث ... وأنت في القبر وحيد فريد

  إني لغيري واعظ تارك ... نفسي وقولي من فعالي بعيد

  حلاوة الدنيا ولذاتها ... تكلف العاقل ما لا يريد

  ومن المعنى أيضا قول بعضهم

  حلالها حسرة تفضي إلى ندم ... وفي المحارم منها الغنم منزور

  ونظر الحسن البصري إلى قوله # من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن فقال وقد جاءه إنسان يبشره بمولود له ذكر ليهنك الفارس يا أبا سعيد فقال بل الراجل ثم قال لا مرحبا بمن إن كان غنيا فتنني وإن كان فقيرا أحزنني وإن عاش كدني وإن مات هدني ثم لا أرضى بسعيي له سعيا ولا بكدحي له كدحا حتى أهتم بما يصيبه بعد موتي وأنا في حال لا ينالني بمساءته حزن ولا بسروره جذل.

  ونظر ابن المعتز إلى قوله # من ساعاها فاتته ومن قعد عنها واتته فقال الدنيا كظلك كلما طلبته زاد منك بعدا.

  ونظرت إلى قوله # ومن أبصر بها بصرته ومن أبصر إليها أعمته فقلت

  دنياك مثل الشمس تدني إليك ... الضوء لكن دعوة المهلك

  إن أنت أبصرت إلى نورها ... تعش وإن تبصر به تدرك