شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

82 - ومن خطبة له # وتسمى بالغراء

صفحة 244 - الجزء 6

  أُوصِيكُمْ عِبَادَ اَللَّهِ بِتَقْوَى اَللَّهِ اَلَّذِي ضَرَبَ لَكُمُ اَلْأَمْثَالَ وَوَقَّتَ لَكُمُ اَلآْجَالَ وَأَلْبَسَكُمُ اَلرِّيَاشَ وَأَرْفَغَ لَكُمُ اَلْمَعَاشَ وَأَحَاطَ [أَحَاطَكُمْ] بِكُمُ اَلْإِحْصَاءَ وَأَرْصَدَ لَكُمُ اَلْجَزَاءَ وَآثَرَكُمْ بِالنِّعَمِ اَلسَّوَابِغِ وَاَلرِّفَدِ اَلرَّوَافِغِ وَأَنْذَرَكُمْ بِالْحُجَجِ اَلْبَوَالِغِ فَأَحْصَاكُمْ عَدَداً وَوَظَّفَ لَكُمْ مُدَداً فِي قَرَارِ خِبْرَةٍ وَدَارِ عِبْرَةٍ أَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِيهَا وَمُحَاسَبُونَ عَلَيْهَا وقت وأقت بمعنى أي جعل الآجال لوقت مقدر.

  والرياش والريش واحد وهو اللباس قال تعالى {يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا}⁣[الأعراف: ٢٦].

  و قرئ ورياشا ويقال الرياش الخصب والغنى ومنه ارتاش فلان حسنت حاله ويكون لفظ ألبسكم مجازا إن فسر بذلك.

  وأرفغ لكم المعاش أي جعله رفيغا أي واسعا مخصبا يقال رفغ بالضم عيشه رفاغة اتسع فهو رافغ ورفيغ وترفغ الرجل وهو في رفاغية من العيش مخففا مثل رفاهية وثمانية.

  وقوله وأحاط بكم الإحصاء يمكن أن ينصب الإحصاء على أنه مصدر فيه اللام والعامل فيه غير لفظه كقوله يعجبه السخون ثم قال حبا وليس