شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

طرف من أخبار عمر بن الخطاب

صفحة 184 - الجزء 1

  (حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي سِتَّةٍ جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اِعْتَرَضَ اَلرَّيْبُ فِيَّ مَعَ اَلْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أَقْرَنُ إِلَى هَذِهِ اَلنَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ اَلآْخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَهَنٍ) اللام في يا لله، مفتوحة، واللام في وللشورى مكسورة؛ لأن الأولى للمدعو والثانية للمدعو إليه قال:

  يا للرجال ليوم الأربعاء أما ... ينفك يحدث لي بعد النهي طربا

  اللام في للرجال مفتوحة، وفي ليوم مكسورة، وأسف الرجل إذا دخل في الأمر الدنيء أصله من أسف الطائر إذا دنا من الأرض في طيرانه والضغن الحقد.

  وقوله: (مع هن وهن)، أي: مع أمور يكنى عنها ولا يصرح بذكرها وأكثر ما يستعمل ذلك في الشر قال:

  على هنوات شرها متتابع

  يقول: # إن عمر لما طعن جعل الخلافة في ستة هو # أحدهم، ثم تعجب من ذلك، فقال: متى اعترض الشك في مع أبي بكر حتى أقرن بسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأمثالهما لكني طلبت الأمر، وهو موسوم بالأصاغر منهم كما طلبته أولا وهو موسوم بأكابرهم، أي: هو حقي فلا أستنكف من طلبه إن كان المنازع فيه جليل القدر أو صغير المنزلة.

  وصغا الرجل بمعنى مال الصغو الميل بالفتح والكسر