مفاخرة بين الحسن بن علي ورجالات من قريش
  ما نصرت عثمان حيا ولا غضبت له مقتولا ويحك يا ابن العاص ألست القائل في بني هاشم لما خرجت من مكة إلى النجاشي
  تقول ابنتي أين هذا الرحيل ... وما السير مني بمستنكر
  فقلت ذريني فإني امرؤ ... أريد النجاشي في جعفر
  لأكويه عنده كية ... أقيم بها نخوة الأصعر
  وشانئ أحمد من بينهم ... وأقولهم فيه بالمنكر
  وأجري إلى عتبة جاهدا ... ولو كان كالذهب الأحمر
  ولا أنثني عن بني هاشم ... وما اسطعت في الغيب والمحضر
  فإن قبل العتب مني له ... وإلا لويت له مشفري
  فهذا جوابك هل سمعته وأما أنت يا وليد فو الله ما ألومك على بغض علي وقد جلدك ثمانين في الخمر وقتل أباك بين يدي رسول الله صبرا وأنت الذي سماه الله الفاسق وسمى عليا المؤمن حيث تفاخرتما فقلت له اسكت يا علي فأنا أشجع منك جنانا وأطول منك لسانا فقال لك علي اسكت يا وليد فأنا مؤمن وأنت فاسق فأنزل الله تعالى في موافقة قوله {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨}[السجدة: ١٨] ثم أنزل فيك على موافقة قوله أيضا {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات: ٦] ويحك يا وليد مهما نسيت فلا تنس قول الشاعر فيك وفيه
  أنزل الله والكتاب عزيز ... في علي وفي الوليد قرآنا