عمرو بن العاص ومعاوية
  والله ما نشعر بعداوتك إيانا ولا اغتممنا إذ علمنا بها ولا يشق علينا كلامك وإن حد الله في الزنا لثابت عليك ولقد درأ عمر عنك حقا الله سائلة عنه ولقد سألت رسول الله ÷ هل ينظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها فقال لا بأس بذلك يا مغيرة ما لم ينو الزنا لعلمه بأنك زان وأما فخركم علينا بالإمارة فإن الله تعالى يقول {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ١٦}[الإسراء: ١٦].
  ثم قام الحسن فنفض ثوبه وانصرف فتعلق عمرو بن العاص بثوبه وقال يا أمير المؤمنين قد شهدت قوله في وقذفه أمي بالزنا وأنا مطالب له بحد القذف فقال معاوية خل عنه لا جزاك الله خيرا فتركه فقال معاوية قد أنبأتكم أنه ممن لا تطاق عارضته ونهيتكم أن تسبوه فعصيتموني والله ما قام حتى أظلم على البيت قوموا عني فلقد فضحكم الله وأخزاكم بترككم الحزم وعدولكم عن رأي الناصح المشفق والله المستعان
عمرو بن العاص ومعاوية
  وروى الشعبي قال دخل عمرو بن العاص على معاوية يسأله حاجة وقد كان بلغ معاوية عنه ما كرهه فكره قضاءها وتشاغل فقال عمرو يا معاوية إن السخاء فطنة واللؤم تغافل والجفاء ليس من أخلاق المؤمنين فقال معاوية يا عمرو بما ذا تستحق منا قضاء الحوائج العظام فغضب عمرو وقال بأعظم حق وأوجبه إذ كنت في بحر عجاج فلو لا عمرو لغرقت في أقل مائه وأرقه ولكني دفعتك فيه دفعة فصرت في وسطه ثم دفعتك فيه أخرى فصرت في أعلى المواضع منه فمضى حكمك ونفذ أمرك وانطلق