نبذ من كلام عمرو بن العاص
  وكتب إليه عمر يسأله عن البحر فكتب إليه خلق عظيم يركبه خلق ضعيف.
  دود على عود بين غرق ونزق.
  وقال لعثمان وهو يخطب على المنبر يا عثمان إنك قد ركبت بهذه الأمة نهاية من الأمر وزغت فزاغوا فاعتدل أو اعتزل.
  ومن كلامه استوحش من الكريم الجائع ومن اللئيم الشبعان فإن الكريم يصول إذا جاع واللئيم يصول إذا شبع.
  وقال جمع العجز إلى التواني فنتج بينهما الندامة وجمع الجبن إلى الكسل فنتج بينهما الحرمان.
  وروى عبد الله بن عباس قال دخلت على عمرو بن العاص وقد احتضر فقلت يا أبا عبد الله كنت تقول أشتهي أني أرى عاقلا يموت حتى أسأله كيف تجد فما ذا تجد قال أجد السماء كأنها مطبقة على الأرض وأنا بينهما وأراني كأنما أتنفس من خرق إبرة ثم قال اللهم خذ مني حتى ترضى ثم رفع يده فقال اللهم أمرت فعصينا ونهيت فركبنا فلا برئ فأعتذر ولا قوي فأنتصر ولكن لا إله إلا الله فجعل يرددها حتى فاض.
  وقد روى أبو عمر بن عبد البر هذا الخبر في كتاب الإستيعاب قال لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة قال اللهم أمرتني فلم آتمر وزجرتني فلم أنزجر ووضع يده في موضع الغل ثم قال اللهم لا قوي فأنتصر ولا برئ فأعتذر ولا مستكبر بل مستغفر لا إله إلا أنت فلم يزل يرددها حتى مات.
  قال أبو عمر وحدثني خلف بن قاسم قال حدثني الحسن بن رشيق قال حدثنا الطحاوي قال حدثنا المزني قال سمعت الشافعي يقول دخل ابن عباس على عمرو بن العاص في مرضه فسلم عليه فقال كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال أصبحت وقد أصلحت من دنياي قليلا وأفسدت من ديني كثيرا فلو كان الذي أصلحت هو الذي