شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال وحكايات في المزاح

صفحة 332 - الجزء 6

  وكان يكثر الضحك فقال رسول الله ÷ يدخل الجنة وهو يضحك.

  وخرج نعيمان هو وسويبط بن عبد العزى وأبو بكر الصديق في تجارة قبل وفاة رسول الله ÷ بعامين وكان سويبط على الزاد فكان نعيمان يستطعمه فيقول حتى يجيء أبو بكر فمر بركب من نجران فباعه نعيمان منهم على أنه عبد له بعشر قلائص وقال لهم إنه ذو لسان ولهجة وعساه يقول لكم أنا حر فقالوا لا عليك.

  وجاءوا إليه فوضعوا عمامته في عنقه وذهبوا به فلما جاء أبو بكر أخبر بذلك فرده وأعاد القلائص إليهم فضحك رسول الله ÷ وأصحابه من ذلك سنة.

  وروي أن أعرابيا باع نعيمان عكة عسل فاشتراها منه فجاء بها إلى بيت عائشة في يومها وقال خذوها فظن رسول الله ÷ أنه أهداها إليه ومضى نعيمان فنزل الأعرابي على الباب فلما طال قعوده نادى يا هؤلاء إما أن تعطونا ثمن العسل أو تردوه علينا فعلم رسول الله ÷ بالقصة وأعطى الأعرابي الثمن وقال لنعيمان ما حملك على ما فعلت قال رأيتك يا رسول الله تحب العسل ورأيت العكة مع الأعرابي فضحك رسول الله ÷ ولم ينكر عليه.

  وسئل النخعي هل كان أصحاب رسول الله يضحكون ويمزحون فقال نعم والإيمان في قلوبهم مثل الجبال الرواسي.

  وجاء في الخبر أن يحيى # لقي عيسى # وعيسى متبسم فقال يحيى # ما لي أراك لاهيا كأنك آمن فقال # ما لي أراك عابسا