شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال وحكايات في المزاح

صفحة 336 - الجزء 6

  وقال أسلم مولى عمر بن الخطاب مر بي عمر وأنا وعاصم نغني غناء النصب فوقف وقال أعيدا علي فأعدنا عليه وقلنا أينا أحسن صنعة يا أمير المؤمنين فقال مثلكما كحماري العبادي قيل له أي حماريك شر فقال هذا ثم هذا فقلت يا أمير المؤمنين أنا الأول من الحمارين فقال أنت الثاني منهما.

  ومر نعيمان وهو بدري بمخرمة بن نوفل في خلافة عثمان وقد كف بصره فقال ألا يقودني رجل حتى أبول فأخذ نعيمان بيده حتى صار به إلى مؤخر المسجد وقال هاهنا فبل فبال فصاح به الناس فقال من قادني قيل نعيمان قال لله علي أن أضربه بعصاي هذه فبلغ نعيمان فأتاه فقال بلغني أنك أقسمت لتضربن نعيمان فهل لك فيه قال نعم قال قم فقام معه حتى وافى به عثمان بن عفان وهو يصلي فقال دونك الرجل فجمع محرمة يديه في العصا وضربه بها فصاح الناس ويلك أمير المؤمنين قال من قادني قالوا نعيمان قال وما لي ولنعيمان لا أعرض له أبدا.

  وكان طويس يتغنى في عرس فدخل النعمان بن بشير الأنصاري العرس وطويس يغنيهم

  أجد بعمرة هجرانها ... وتسخط أم شاننا شانها

  فأشاروا إليه بالسكوت فقال النعمان دعوه إنه لم يقل بأسا إنما قال

  وعمرة من سروات النساء ... تنفح بالمسك أردانها

  وعمرة هذه أم النعمان وفيها قيل هذا النسيب.

  وقد روي عن جماعة من الصحابة والتابعين اللعب بالنرد والشطرنج ومنهم من روي عنهم شرب النبيذ وسماع الغناء المطرب.