شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أبحاث تتعلق بالملائكة

صفحة 439 - الجزء 6

  أعالي الأمواج وأصل الثبج ما بين الكاهل إلى الظهر فنقل إلى هذا الموضع استعارة.

  وترغو تصوت صوت البعير والرغاء صوت ذات الخف وفي المثل كفى برغائها مناديا أي أن رغاء بعير المضيف يقوم مقام ندائه للضيافة والقرى وزبدا على هذا منصوب بفعل مقدر تقديره وترغو قاذفة زبدا والزبد ما يظهر فوق السيل يقال قد أزبد البحر والسيل وبحر مزبد أي مالح يقذف بالزبد والفحول عند هياجها فحول الإبل إذا هاجت للضراب.

  وجماح الماء صعوده وغليانه وأصله من جماح الفرس وهو أن يعز فارسه ويغلبه والجموح من الرجال الذي يركب هواه فلا يمكن رده وخضع ذل وهيج الماء اضطرابه هاج هيجا وهياجا وهيجانا واهتاج وتهيج كله بمعنى أي ثار وهاجه غيره يتعدى ولا يتعدى وهيج ارتمائه يعنى تقاذفه وتلاطمه يقال ارتمى القوم بالسهام وبالحجارة ارتماء وكلكلها صدرها وجاء كلكل وكلكال وربما جاء في ضرورة الشعر مشددا قال

  كأن مهواها على الكلكل ... موضع كفي راهب مصلى

  والمستخذي الخاضع وقد يهمز وقيل لأعرابي في مجلس أبي زيد كيف تقول استخذأت ليتعرف منه الهمزة فقال العرب لا تستخذئ وهمزه وأكثر ما يستعمل ملينا وأصله من خذا الشيء يخذو وخذوا أي استرخى ويجوز خذي بكسر الذال وأذن خذواء بينة الخذاء أي مسترخية.

  وتمعكت تمرغت مستعار من تمعك الدابة في الأرض وقالوا معكت الأديم أي دلكته وكواهلها جمع كاهل وهو ما بين الكتفين ويسمى الحارك.