فصول متنوعة تتعلق بالخطبة
  ويمكن أن يجاب عن هذا فيقال إنه تعالى لم يقل فقلنا اهبطوا بالفاء بل قال {وَقُلْنَا اهْبِطُوا}[البقرة: ٣٦] بالواو والواو لا تقتضي الترتيب ولو كان عوضها فاء لكانت صريحة في أن الإهباط كان عقيب الزلة فأما الواو فلا تدل على ذلك بل يجوز أن تكون التوبة قبل الإهباط ويخبر عن الإهباط بالواو قبل أن يخبر عن التوبة.
  قوله # وليقيم الحجة على عباده أي إذا كان أبوهم أخرج من الجنة بخطيئة واحدة فأخلق بها ألا يدخلها ذو خطايا جمة وهذا يؤكد مذهب أصحابنا في الوعيد.
  ثم أخبر # أن البارئ سبحانه ما أخلى عباده بعد قبض آدم وتوفيه مما يؤكد عليهم حجج الربوبية بل أرسل إليهم الرسل قرنا فقرنا بفتح القاف وهو أهل الزمان الواحد قال الشاعر
  إذا ما مضى القرن الذي أنت فيهم ... وخلفت في قرن فأنت غريب
  وتعاهدهم بالحجج أي جدد العهد عندهم بها ويروى بل تعهدهم بالتشديد والتعهد التحفظ بالشيء تعهدت فلانا وتعهدت ضيعتي وهو أفصح من تعاهدت لأن التفاعل إنما يكون من شيئين وتقول فلان يتعهده صرع.
  قوله وبلغ المقطع عذره ونذره مقطع الشيء حيث ينقطع ولا يبقى خلفه شيء منه أي لم يزل يبعث الأنبياء واحدا بعد واحد حتى بعث محمدا ÷ فتمت به حجته على الخلق أجمعين وبلغ الأمر مقطعه أي لم يبق بعده رسول ينتظر