شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول في عصمة الأنبياء

صفحة 9 - الجزء 7

  فالأول نحو أن يكون كافرا أو فاسقا وذلك لأنا نجد التائب العائد إلى الصلاح بعد أن عهد الناس منه السخف والمجون والفسق لا يقع أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر عند الناس موقعهما ممن لم يعهدوه إلا على السداد والصلاح.

  والثاني نحو أن يكون حجاما أو حائكا أو محترفا بحرفه يقذرها الناس ويستخفون بصاحبها إلا أن يكون المبعوث إليهم على خلاف ما هو المعهود الآن بألا يكون من تعاطى ذلك مستهانا به عندهم.

  ووافق أصحابنا في هذا القوم جمهور المتكلمين.

  وقال قوم من الخوارج يجوز أن يبعث الله تعالى من كان كافرا قبل الرسالة وهو قول ابن فورك من الأشعرية لكنه زعم أن هذا الجائز لم يقع.

  وقال قوم من الحشوية قد كان محمد ÷ كافرا قبل البعثة واحتجوا بقوله تعالى {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧}⁣[الضحى: ٧] وقال برغوث المتكلم وهو أحد النجارية لم يكن النبي ÷ مؤمنا بالله قبل أن يبعثه لأنه تعالى قال له {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ}⁣[الشورى: ٥٢].

  و روي عن السدي في قوله تعالى {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ٢ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ٣}⁣[الشرح: ٢ - ٣] قال وزره الشرك فإنه كان على دين قومه أربعين سنة.

  وقال بعض الكرامية في قوله تعالى حكاية عن إبراهيم ÷