شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول في عصمة الأنبياء

صفحة 21 - الجزء 7

  عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ٤٤ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ٤٥ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ٤٦}⁣[الحاقة: ٤٤ - ٤٦] وأما خبر ذي اليدين وخبر تأبير النخل فقد تكلمنا عليهما في كتبنا المصنفة في أصول الفقه: وَقَدَّرَ اَلْأَرْزَاقَ فَكَثَّرَهَا وَقَلَّلَهَا وَقَسَّمَهَا عَلَى اَلضِّيقِ وَاَلسَّعَةِ فَعَدَّلَ فَعَدَلَ فِيهَا لِيَبْتَلِيَ مَنْ أَرَادَ بِمَيْسُورِهَا وَمَعْسُورِهَا وَلِيَخْتَبِرَ بِذَلِكَ اَلشُّكْرَ وَاَلصَّبْرَ مِنْ غَنِيِّهَا وَفَقِيرِهَا ثُمَّ قَرَنَ بِسَعَتِهَا عَقَابِيلَ فَاقَتِهَا وَبِسَلاَمَتِهَا طَوَارِقَ آفَاتِهَا وَبِفُرَجِ أَفْرَاحِهَا غُصَصَ أَتْرَاحِهَا وَخَلَقَ اَلآْجَالَ فَأَطَالَهَا وَقَصَّرَهَا وَقَدَّمَهَا وَأَخَّرَهَا وَوَصَلَ بِالْمَوْتِ أَسْبَابَهَا وَجَعَلَهُ خَالِجاً لِأَشْطَانِهَا وَقَاطِعاً لِمَرَائِرِ أَقْرَانِهَا الضيق والضيق لغتان فأما المصدر من ضاق فالضيق بالكسر لا غير وعدل فيها من التعديل وهو التقويم وروي فعدل بالتخفيف من العدل نقيض الظلم.

  والميسور والمعسور مصدران وقال سيبويه هما صفتان ولا يجيء عنده المصدر على وزن مفعول البتة ويتأول قولهم دعه إلى ميسوره ويقول كأنه قال دعه إلى أمر يوسر فيه وكذلك يتأول المعقول أيضا فيقول كأنه عقل له شيء أي حبس وأيد وسدد.

  ومعنى قوله # ليبتلي من أراد بميسورها ومعسورها هو معنى قول النبي ÷ إن إعطاء هذا المال فتنة وإمساكه فتنة.