95 - ومن خطبة له #
  وَ مِنْهَا فِي ذِكْرِ اَلرَّسُولِ ÷ مُسْتَقَرُّهُ خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ وَمَنْبِتُهُ أَشْرَفُ مَنْبِتٍ فِي مَعَادِنِ اَلْكَرَامَةِ وَمَمَاهِدِ اَلسَّلاَمَةِ قَدْ صُرِفَتْ نَحْوَهُ أَفْئِدَةُ اَلْأَبْرَارِ وَثُنِيَتْ إِلَيْهِ أَزِمَّةُ اَلْأَبْصَارِ دَفَنَ اَللَّهُ بِهِ اَلضَّغَائِنَ وَأَطْفَأَ بِهِ اَلنَّوَائِرَ اَلثَّوَائِرَ أَلَّفَ بِهِ إِخْوَاناً وَفَرَّقَ بِهِ أَقْرَاناً وَأَعَزَّ بِهِ اَلذِّلَّةَ وَأَذَلَّ بِهِ اَلْعِزَّةَ كَلاَمُهُ بَيَانٌ وَصَمْتُهُ لِسَانٌ المهاد الفراش ولما قال في معادن وهي جمع معدن قال بحكم القرينة والازدواج ومماهد وإن لم يكن الواحد منها ممهدا كما قالوا الغدايا والعشايا ومأجورات ومأزوات ونحو ذلك ويعني بالسلامة هاهنا البراءة من العيوب أي في نسب طاهر غير مأفون ولا معيب.
  ثم قال قد صرفت نحوه أي نحو الرسول ÷ ولم يقل من صرفها بل جعله فعلا لم يسم فاعله فإن شئت قلت الصارف لها هو الله تعالى لا بالجبر كما يقوله الأشعرية بل بالتوفيق واللطف كما يقوله أصحابنا وإن شئت قلت صرفها أربابها.
  والضغائن جمع ضغينة وهي الحقد ضغنت على فلان بالكسر ضغنا والضغن الاسم كالضغينة وقد تضاغنوا واضطغنوا انطووا على الأحقاد ودفنها أكمنها وأخفاها وألف به إخوانا لأن الإسلام قد ألف بين المتباعدين وفرق بين المتقاربين وقال