102 - ومن خطبة له #
  وفي الحديث المرفوع ما رفع امرؤ نفسه في الدنيا درجة إلا حطه الله تعالى في الآخرة درجات.
  وكان يقال من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه ثم ذكر # أن من أبغض البشر إلى الله عبدا وكله الله إلى نفسه أي لم يمده بمعونته وألطافه لعلمه أنه لا ينجع ذلك فيه وأنه لا ينجذب إلى الخير والطاعة ولا يؤثر شيء ما في تحريك دواعيه إليها فيكله الله حينئذ إلى نفسه.
  والجائر العادل عن السمت ولما كان هذا الشقي خابطا فيما يعتقده ويذهب إليه مستندا إلى الجهل وفساد النظر جعله كالسائر بغير دليل.
  والحرث هاهنا كل ما يفعل ليثمر فائدة فحرث الدنيا كالتجارة والزراعة وحرث الآخرة فعل الطاعات واجتناب المقبحات والمعاصي وسمي حرثا على جهة المجاز تشبيها بحرث الأرض وهو من الألفاظ القرآنية.
  وكسل الرجل بكسر السين يكسل أي يتثاقل عن الأمور فهو كسلان وقوم كسالى وكسالى بالفتح والضم.
  قال # حتى كان ما عمله من أمور الدنيا هو الواجب عليه لحرصه وجده فيه وكان ما ونى عنه أي فتر فيه من أمور الآخرة ساقط عنه وغير واجب عليه لإهماله وتقصيره فيه: وَمِنْهَا وَذَلِكَ زَمَانٌ لاَ يَنْجُو فِيهِ إِلاَّ كُلُّ مُؤْمِنٍ نُوَمَةٍ إِنْ شَهِدَ لَمْ يُعْرَفْ وَإِنْ غَابَ