102 - ومن خطبة له #
  دَلِيلٍ إِنْ دُعِيَ إِلَى حَرْثِ اَلدُّنْيَا عَمِلَ وَإِنْ دُعِيَ إِلَى حَرْثِ اَلآْخِرَةِ كَسِلَ كَأَنَّ مَا عَمِلَ لَهُ وَاجِبٌ عَلَيْهِ وَكَأَنَّ مَا وَنَى فِيهِ سَاقِطٌ عَنْهُ قوله # العالم من عرف قدره من الأمثال المشهورة عنه # وقد قال الناس بعده في ذلك فأكثروا نحو قولهم إذا جهلت قدر نفسك فأنت لقدر غيرك أجهل ونحو قولهم من لم يعرف قدر نفسه فالناس أعذر منه إذا لم يعرفوه ونحو قول الشاعر أبي الطيب
  ومن جهلت نفسه قدره ... رأى غيره منه ما لا يرى
  ثم عبر عن هذا المعنى بعبارة أخرى فصارت مثلا أيضا وهي قوله كفى بالمرء جهلا ألا يعرف قدره ومن الكلام المروي عن أبي عبد الله الصادق # مرفوعا ما هلك امرؤ عرف قدره رواه أبو العباس المبرد عنه في الكامل
  قال ثم قال أبو عبد الله # وما إخال رجلا يرفع نفسه فوق قدرها إلا من خلل في عقله.
  وروى صاحب الكامل أيضا عن أبي جعفر الباقر # قال لما حضرت الوفاة علي بن الحسين # أبي ضمني إلى صدره ثم قال يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي يوم قتل وبما ذكر لي أن أباه عليا # أوصاه به يا بني عليك ببذل نفسك فإنه لا يسر أباك بذل نفسه حمر النعم.
  وكان يقال من عرف قدره استراح.