شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

105 - ومن خطبة له #

صفحة 172 - الجزء 7

  على الاستضاءة إلى آخرها ألا ترى أنه لو قال وبرهانا لمن دخله ونورا لمن خاصم عنه وشاهدا لمن استضاء به لكان قد قرن باللفظة ما لا يناسبها فكان قد خرج عن قانون الخطابة ودخل في عيب ظاهر وتوسم تفرس والولائج جمع وليجة وهو المدخل إلى الوادي وغيره.

  والجنة الترس وأبلج المناهج معروف الطريق.

  والحلبة الخيل المجموعة للمسابقة.

  والمضمار موضع تضمير الخيل وزمان تضميرها والغاية الراية المنصوبة وهو هاهنا خرقة تجعل على قصبة وتنصب في آخر المدى الذي تنتهي إليه المسابقة كأنه # جعل الإسلام كخيل السباق التي مضمارها كريم وغايتها رفيعة عالية وحلبتها جامعة حاوية وسبقتها متنافس فيها وفرسانها أشراف.

  ثم وصفه بصفات أخرى فقال التصديق طريقه والصالحات أعلامه والموت غايته أي إن الدنيا سجن المؤمن وبالموت يخلص من ذلك السجن ويحظى بالسعادة الأبدية.

  قال والدنيا مضماره كأن الإنسان يجري إلى غاية هي الموت وإنما جعلها مضمار الإسلام لأن المسلم يقطع دنياه لا لدنياه بل لآخرته فالدنيا له كالمضمار للفرس إلى الغاية المعينة.

  قال والقيامة حلبته أي ذات حلبته فحذف المضاف كقوله تعالى {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ١٦٣] أي ذوو درجات.

  ثم قال والجنة سبقته أي جزاء سبقته فحذف أيضا