شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

105 - ومن خطبة له #

صفحة 178 - الجزء 7

  ثم قال # ما لكم لا تغضبون وأنتم ترون عهود الله منقوضة وإن من العجب أن يغضب الإنسان ويأنف من نقض عهد أبيه ولا يغضب ولا يأنف لنقض عهود إلهه وخالقه.

  ثم قال لهم كانت الأحكام الشرعية إليكم ترد مني ومن تعليمي إياكم وتثقيفي لكم ثم تصدر عنكم إلى من تعلمونه إياها من أتباعكم وتلامذتكم ثم يرجع إليكم بأن يتعلمها بنوكم وإخوتكم من هؤلاء الأتباع والتلامذة ففررتم من الزحف لما أغارت جيوش الشام عليكم وأسلمتم منازلكم وبيوتكم وبلادكم إلى أعدائكم ومكنتم الظلمة من منزلتكم حتى حكموا في دين الله بأهوائهم وعملوا بالشبهة لا بالحجة واتسعوا في شهواتهم ومآرب أنفسهم.

  ثم أقسم بالله إن أهل الشام لو فرقوكم تحت كل كوكب ليجمعنكم الله ليوم وهو شر يوم لهم وكنى بذلك عن ظهور المسودة وانتقامها من أهل الشام وبني أمية وكانت المسودة المنتقمة منهم عراقية وخراسانية