110 - ومن خطبة له #
  ودان لها أطاعها ودان لها أيضا ذل وأخلد إليها مال قال تعالى {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ}[الأعراف: ١٧٦].
  و السغب الجوع يقول إنما زودتهم الجوع وهذا مثل كما قال
  ومدحته فأجازني الحرمانا
  ومعنى قوله أو نورت لهم إلا الظلمة أي بالظلمة وهذا كقوله هل زودتهم إلا السغب وهو من باب إقامة الضد مقام الضد أي لم تسمح لهم بالنور بل بالظلمة والضنك الضيق.
  ثم قال فبئست الدار وحذف الضمير العائد إليها وتقديره هي كما قال تعالى {نِعْمَ الْعَبْدُ}[ص: ٣٠] وتقديره هو.
  ومن لم يتهمها من لم يسؤ ظنا بها والصفيح الحجارة والأجنان القبور الواحد جنن والمجنون المقبور ومنه قول الأعرابية لله درك من مجنون في جنن والأكنان جمع كن وهو الستر قال تعالى {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا}[النحل: ٨١].
  و الرفات العظام البالية والمندبة الندب على الميت لا يبالون بذلك لا يكترثون به وجيدوا مطروا وقحطوا انقطع المطر عنهم فأصابهم القحط وهو الجدب وإلى معنى قوله # فهم جيرة لا يجيبون داعيا ولا يمنعون ضيما جميع وهم آحاد وجيرة وهم أبعاد متدانون لا يتزاورون وقريبون لا يتقاربون نظر البحتري فقال