شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

110 - ومن خطبة له #

صفحة 234 - الجزء 7

  بنا أنت من مجفوة لم تؤنب ... ومهجورة في هجرها لم تعتب

  ونازحة والدار منها قريبة ... وما قرب ثاو في التراب مغيب

  وقد قال الشعراء والخطباء في هذا المعنى كثيرا فمن ذلك قول الرضي أبي الحسن | في مرثية لأبي إسحاق الصابي

  أعزز علي بأن نزلت بمنزل ... متشابه الأمجاد بالأوغاد

  في عصبة جنبوا إلى آجالهم ... والدهر يعجلهم عن الإرواد

  ضربوا بمدرجة الفناء قبابهم ... من غير أطناب ولا أوتاد

  ركب أناخوا لا يرجى منهم ... قصد لإتهام ولا إنجاد

  كرهوا النزول فأنزلتهم وقعة ... للدهر نازلة بكل مقاد

  فتهافتوا عن رحل كل مذلل ... وتطاوحوا عن سرج كل جواد

  بادون في صور الجميع وإنهم ... متفردون تفرد الآحاد

  فقوله بادون في صور الجمع ... البيت هو قوله # جمع وهم آحاد بعينه وقال الرضي ¦ أيضا

  متوسدين على الخدود كأنما ... كرعوا على ظمإ من الصهباء

  صور ضننت على العيون بحسنها ... أمسيت أوقرها من البوغاء

  ونواظر كحل التراب جفونها ... قد كنت أحرسها من الأقذاء

  قربت ضرائحهم على زوارها ... ونأوا عن الطلاب أي تناء