شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

110 - ومن خطبة له #

صفحة 235 - الجزء 7

  قوله قربت ضرائحهم ... البيت هو معنى قوله # وجيرة وهم أبعاد بعينه.

  ومن هذا المعنى قول بعض الأعراب

  لكل أناس مقبر في ديارهم ... فهم ينقصون والقبور تزيد

  فكائن ترى من دار حي قد أخرجت ... وقبر بأكناف التراب جديد

  هم جيرة الأحياء أما مزارهم ... فدان وأما الملتقى فبعيد

  ومن كلام ابن نباتة وحيدا على كثرة الجيران بعيدا على قرب المكان.

  ومنه قوله أسير وحشة الانفراد فقير إلى اليسير من الزاد جار من لا يجير وضيف من لا يمير حملوا ولا يرون ركبانا وانزلوا ولا يدعون ضيفانا واجتمعوا ولا يسمون جيرانا واحتشدوا ولا يعدون أعوانا وهذا كلام أمير المؤمنين # بعينه المذكور في هذه الخطبة وقد أخذه مصالتة.

  ومنه قوله طحنتهم طحن الحصيد وغيبتهم تحت الصعيد فبطون الأرض لهم أوطان وهم في خرابها قطان عمروا فأخربوا واقتربوا فاغتربوا واصطحبوا وما اصطحبوا.

  ومنه قوله غيبا كأشهاد عصبا كآحاد همودا في ظلم الإلحاد إلى يوم التناد.