شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

113 - ومن خطبة له #

صفحة 256 - الجزء 7

  ويروى موتر وموتر بالتشديد ولا تؤسى جراحه لا تطب ولا تصلح أسوت الجرح أي أصلحته ولا ينقع لا يروى شرب حتى نقع أي شف عليله وماء ناقع وهو كالناجع وما رأيت شربه انقع منها.

  وإلى قوله # يجمع ما لا يأكل ويبني ما لا يسكن نظر الشاعر فقال

  أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها

  وقال آخر

  ألم تر حوشبا أمسى يبني ... بناء نفعه لبني بقيلة

  يؤمل أن يعمر عمر نوح ... وأمر الله يطرق كل ليلة

  قوله ومن غيرها أنك ترى المرحوم مغبوطا والمغبوط مرحوما أي يصير الفقير غنيا والغني فقيرا وقد فسره قوم فقالوا أراد أنك ترى من هو في باطن الأمر مرحوم مغبوطا وترى من هو في باطن الأمر مغبوط مرحوما أي تحسب ذاك وتتخيله وهذا التأويل غير صحيح لأن قوله بعده ليس ذلك إلا نعيما زل وبؤسا نزل ويكذبه ويصدق التفسير الأول.

  وأضحى فيئها من أضحى الرجل إذا برز للشمس ثم قال لا جاء يرد ولا ماض يرتد أي يسترد ويسترجع أخذه أبو العتاهية فقال

  فلا أنا راجع ما قد مضى لي ... ولا أنا دافع ما سوف يأتي

  وإلى قوله ما أقرب الحي من الميت للحاقه به وما أبعد الميت من الحي لانقطاعه عنه نظر الشاعر فقال

  يا بعيدا عني وليس بعيدا ... من لحاقي به سميع قريب