شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

123 - ومن كلام له #

صفحة 304 - الجزء 7

١٢٣ - ومن كلام له #

  وَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمْ تَكِشُّونَ كَشِيشَ اَلضِّبَابِ لاَ تَأْخُذُونَ حَقّاً وَلاَ تَمْنَعُونَ ضَيْماً قَدْ خُلِّيتُمْ وَاَلطَّرِيقَ فَالنَّجَاةُ لِلْمُقْتَحِمِ وَاَلْهَلَكَةُ لِلْمُتَلَوِّمِ الكشيش الصوت يشوبه خور مثل الخشخشة وكشيش الأفعى صوتها من جلدها لا من فمها وقد كشت تكش قال الراجز:

  كشيش أفعى أجمعت لعض ... وهي تحك بعضها ببعض

  يقرع # أصحابه بالجبن والفشل ويقول لهم لكأني أنظر إليكم وأصواتكم غمغمة بينكم من الهلع الذي قد اعتراكم فهي أشبه شيء بأصوات الضباب المجتمعة.

  ثم أكد وصف جبنهم حقا وخوفهم فقال لا تأخذون حقا ولا تمنعون ضيما وهذه غاية ما يكون من الذل.

  ثم ترك هذا الكلام وابتدأ فقال قد خليتم وطريق النجاة عند الحرب ودللتم عليها