شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

123 - ومن كلام له #

صفحة 305 - الجزء 7

  وهي أن تقتحموا وتلحجوا ولا تهنوا فإنكم متى فعلتم ذلك نجوتم ومتى تلومتم وتثبطتم وأحجمتم هلكتم ومن هذا المعنى قول الشاعر:

  تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي حياة مثل أن أتقدما

  وقال قطري بن الفجاءة:

  لا يركنن أحد إلى الإحجام ... يوم الوغى متخوفا لحمام

  فلقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني تارة وأمامي

  حتى خضبت بما تحدر من دمي ... أكناف سرجي أو عنان لجامي

  ثم انصرفت وقد أصبت ولم أصب ... جذع البصيرة قارح الإقدام

  وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد واعلم أن عليك عيونا من الله ترعاك وتراك فإذا لقيت العدو فاحرص على الموت توهب لك الحياة ولا تغسل الشهداء من دمائهم فإن دم الشهيد نور له يوم القيامة وقال أبو الطيب:

  يقتل العاجز الجبان وقد يعجز ... عن قطع بخنق المولود

  ويوقى الفتى المخش وقد خوض في ... ماء لبة الصنديد