124 - ومن كلام له # في حث أصحابه على القتال
  ثم دعا على أهل الشام إن ردوا الحق بأن يفض الله جماعتهم أي يهزمهم ويشتت أي يفرق كلمتهم وأن يبسلهم بخطاياهم أي يسلمهم لأجل خطاياهم التي اقترفوها ولا ينصرهم أبسلت فلانا إذا أسلمته إلى الهلكة فهو مبسل قال تعالى {أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ}[الأنعام: ٧٠] أي تسلم وقال {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا}[الأنعام: ٧٠] أي أسلموا للهلاك لأجل ما اكتسبوه من الإثم وهذه الألفاظ كلها لا يتلو بعضها بعضا وإنما هي منتزعة من كلام طويل انتزعها الرضي | واطرح ما عداها: إِنَّهُمْ لَنْ يَزُولُوا عَنْ مَوَاقِفِهِمْ دُونَ طَعْنٍ دِرَاكٍ يَخْرُجُ مِنْهُ مِنْهُمُ اَلنَّسِيمُ وَضَرْبٍ يَفْلِقُ اَلْهَامَ وَيُطِيحُ اَلْعِظَامَ وَيُنْدِرُ اَلسَّوَاعِدَ وَاَلْأَقْدَامَ وَحَتَّى يُرْمَوْا بِالْمَنَاسِرِ تَتْبَعُهَا اَلْمَنَاسِرُ وَيُرْجَمُوا بِالْكَتَائِبِ تَقْفُوهَا اَلْحَلاَئِبُ وَحَتَّى يُجَرَّ بِبِلاَدِهِمُ اَلْخَمِيسُ يَتْلُوهُ اَلْخَمِيسُ وَحَتَّى تَدْعَقَ اَلْخُيُولُ فِي نَوَاحِرِ أَرْضِهِمْ وَبِأَعْنَانِ مَسَارِبِهِمْ وَمَسَارِحِهِمْ قال الشريف الرضي ¦ الدعق الدق أي تدق الخيول بحوافرها أرضهم ونواحر أرضهم متقابلاتها ويقال منازل بني فلان تتناحر أي تتقابل طعن دراك أي متتابع يتلو بعضه بعضا ويخرج منه النسيم أي لسعته ومن هذا النحو قول الشاعر