شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

9 - ومن كلام له #

صفحة 237 - الجزء 1

٩ - ومن كلام له #

  (وَقَدْ أَرْعَدُوا وَأَبْرَقُوا وَمَعَ هَذَيْنِ اَلْأَمْرَيْنِ اَلْفَشَلُ وَلَسْنَا نُرْعِدُ حَتَّى نُوقِعَ وَلاَ نُسِيلُ حَتَّى نُمْطِرَ) أرعد الرجل وأبرق إذا أوعد وتهدد، وكان الأصمي ينكره ويزعم أنه لا يقال إلا رعد وبرق ولما احتج عليه ببيت الكميت:

  أرعد وأبرق يا يزيد ... فما وعيدك لي بضائر

  قال الكميت قروي لا يحتج بقوله.

  وكلام أمير المؤمنين # حجة دالة على بطلان قول الأصمي والفشل الجبن والخور.

  وقوله: ولا نسيل حتى نمطر كلمة فصيحة يقول إن أصحاب الجمل في وعيدهم وإجلابهم بمنزلة من يدعي أنه يحدث السيل قبل إحداث المطر، وهذا محال؛ لأن السيل إنما يكون من المطر فكيف يسبق المطر، وأما نحن فإنا لا ندعي ذلك وإنما نجري الأمور على حقائقها، فإن كان منا مطر كان منا سيل وإذا أوقعنا بخصمنا أوعدنا حينئذ بالإيقاع به غيره من خصومنا.