10 - ومن خطبة له #
  زيد القوم، أي: سبقهم ورجل فرط يسبق القوم إلى البئر فيهيئ لهم الأرشية والدلاء، ومنه قوله # إنا فرطكم على الحوض ويكون تقدير الكلام وايم الله لأفرطن لهم إلى حوض، فلما حذف الجار عدي الفعل بنفسه فنصب كقوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ}[الأعراف: ١٥٥] وتكون اللام في لهم إما لام التعدية، كقوله: ويؤمن للمؤمنين، أي: ويؤمن المؤمنين أو تكون لام التعليل، أي: لأجلهم ومن رواها لأفرطن بضم الهمزة فهو من أفرط المزادة، أي: ملأها.
  والماتح المستقي متح يمتح بالفتح، والمائح بالياء الذي ينزل إلى البئر فيملأ الدلو.
  وقيل: لأبي علي | ما الفرق بين الماتح والمائح.
  فقال: هما كإعجامهما، يعني: أن التاء بنقطتين من فوق وكذلك الماتح؛ لأنه المستقي فهو فوق البئر، والياء بنقطتين من تحت وكذلك المائح؛ لأنه تحت في الماء الذي في البئر يملأ الدلاء، ومعنى قوله: أنا ماتحه أنا خبير به كما يقول من يدعي معرفة الدار أنا باني هذه الدار، والكلام استعارة يقول: لأملأن لهم حياض الحرب التي هي دربتي وعادتي أو لأسبقنهم إلى حياض حرب أنا متدرب بها مجرب لها إذا وردوها لا يصدرون عنها يعني قتلهم وإزهاق أنفسهم ومن فر منهم لا يعود إليها، ومن هذا اللفظ قول الشاعر:
  مخضت بدلوه حتى تحسى ... ذنوب الشر ملأى أو قرابا