شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

129 - ومن خطبة له # في ذكر المكاييل والموازين

صفحة 245 - الجزء 8

  لَعَنَ اَللَّهُ اَلآْمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ اَلتَّارِكِينَ لَهُ وَاَلنَّاهِينَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ اَلْعَامِلِينَ بِهِ أثوياء جمع ثوي وهو الضيف كقوي وأقوياء ومؤجلون مؤخرون إلى أجل أي وقت معلوم.

  ومدينون مقرضون دنت الرجل أقرضته فهو مدين ومديون ودنت أيضا إذا استقرضت وصارت على دين فأنا دائن وأنشد

  ندين ويقضي الله عنا وقد نرى ... مصارع قوم لا يدينون ضيعا

  ومقتضون جمع مقتضى أي مطالب بأداء الدين كمرتضون جمع مرتضى ومصطفون جمع مصطفى.

  وقوله أجل منقوص أي عمر وقد جاء عنهم أطال الله أجلك أي عمرك وبقاءك والدائب المجتهد ذو الجد والتعب والكادح الساعي.

  ومثل قوله فرب دائب مضيع ورب كادح خاسر قول الشاعر

  إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأكثر ما يجني عليه اجتهاده

  ومثله

  إذا لم يكن عون من الله للفتى ... أتته الرزايا من وجوه الفوائد

  وهو كثير والأصل فيه قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ٢ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ٣ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً ٤}⁣[الغاشية: ٢ - ٤] ويروى فرب دائب مضيع بغير تشديد.