130 - ومن كلام له # لأبي ذر | لما أخرج إلى الربذة
  ما ندري فقال عثمان ادعوا لي عليا فلما جاء قال عثمان لأبي ذر اقصص عليه حديثك في بني أبي العاص فأعاده فقال عثمان لعلي # أسمعت هذا من رسول الله ÷ قال لا وقد صدق أبو ذر فقال كيف عرفت صدقه قال لأني سمعت رسول الله ÷ يقول ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر فقال من حضر أما هذا فسمعناه كلنا من رسول الله فقال أبو ذر أحدثكم أني سمعت هذا من رسول الله ÷ فتتهمونني ما كنت أظن أني أعيش حتى أسمع هذا من أصحاب محمد ص.
  وروى الواقدي في خبر آخر بإسناده عن صهبان مولى الأسلميين قال رأيت أبا ذر يوم دخل به على عثمان فقال له أنت الذي فعلت وفعلت فقال أبو ذر نصحتك فاستغششتني ونصحت صاحبك فاستغشني قال عثمان كذبت ولكنك تريد الفتنة وتحبها قد انغلت الشام علينا فقال له أبو ذر اتبع سنة صاحبيك لا يكن لأحد عليك كلام فقال عثمان ما لك وذلك لا أم لك قال أبو ذر والله ما وجدت لي عذرا إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فغضب عثمان وقال أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب إما أن أضربه أو أحبسه أو أقتله فإنه قد فرق جماعة المسلمين أو أنفيه من أرض الإسلام فتكلم علي # وكان حاضرا فقال أشير عليك بما قال مؤمن آل فرعون {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ٢٨}[غافر: ٢٨] فأجابه عثمان بجواب غليظ وأجابه علي # بمثله ولم نذكر الجوابين تذمما منهما.
  قال الواقدي ثم إن عثمان حظر على الناس أن يقاعدوا أبا ذر أو يكلموه فمكث