130 - ومن كلام له # لأبي ذر | لما أخرج إلى الربذة
  كذلك أياما ثم أتى به فوقف بين يديه فقال أبو ذر ويحك يا عثمان أما رأيت رسول الله ÷ ورأيت أبا بكر وعمر هل هديك كهديهم أما إنك لتبطش بي بطش جبار فقال عثمان اخرج عنا من بلادنا فقال أبو ذر ما أبغض إلي جوارك فإلى أين أخرج قال حيث شئت قال أخرج إلى الشام أرض الجهاد قال إنما جلبتك من الشام لما قد أفسدتها أفأردك إليها قال أفأخرج إلى العراق قال لا إنك إن تخرج إليها تقدم على قوم أولي شبه وطعن على الأئمة والولاة قال أفأخرج إلى مصر قال لا قال فإلى أين أخرج قال إلى البادية قال أبو ذر أصير بعد الهجرة أعرابيا قال نعم قال أبو ذر فأخرج إلى بادية نجد قال عثمان بل إلى الشرق الأبعد أقصى فأقصى امض على وجهك هذا فلا تعدون الربذة فخرج إليها.
  وروى الواقدي أيضا عن مالك بن أبي الرجال عن موسى بن ميسرة أن أبا الأسود الدؤلي قال كنت أحب لقاء أبي ذر لأسأله عن سبب خروجه إلى الربذة فجئته فقلت له ألا تخبرني أخرجت من المدينة طائعا أم أخرجت كرها فقال كنت في ثغر من ثغور المسلمين أغني عنهم فأخرجت إلى المدينة فقلت دار هجرتي وأصحابي فأخرجت من المدينة إلى ما ترى ثم قال بينا أنا ذات ليلة نائم في المسجد علي عهد رسول الله ÷ إذ مر بي # فضربني برجله وقال لا أراك نائما في المسجد فقلت بأبي أنت وأمي غلبتني عيني فنمت فيه قال فكيف تصنع إذا أخرجوك منه قلت إذا ألحق بالشام فإنها أرض مقدسة وأرض الجهاد قال فكيف تصنع إذا أخرجت منها قلت أرجع إلى المسجد قال فكيف تصنع