شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

من أخبار يوم الجمل أيضا

صفحة 261 - الجزء 1

  يا ضب إنك قد فجعت بفارس ... حامي الحقيقة قاتل الأقران

  عمرو بن يثرب الذي فجعت به ... كل القبائل من بني عدنان

  لم يحمه وسط العجاجة قومه ... وحنت عليه الأزد أزد عمان

  فلهم علي بذاك حادث نعمة ... ولحبهم أحببت كل يمان

  لو كان يدفع عن منية هالك ... طول الأكف بذابل المران

  أو معشر وصلوا الخطا بسيوفهم ... وسط العجاجة والحتوف دوان

  ما نيل عمر والحوادث جمة ... حتى ينال النجم والقمران

  لو غير الأشتر ناله لندبته ... وبكيته ما دام هضب أبان

  لكنه من لا يعاب بقتله ... أسد الأسود وفارس الفرسان

  قال: أبو مخنف وبلغنا أن عبد الرحمن بن طود البكري قال لقومه: أنا والله قتلت عمرا وإن الأشتر كان بعدي، وأنا أمامه في الصعاليك فطعنت عمرا طعنة لم أحسب أنها تجعل للأشتر دوني، وإنما الأشتر ذو حظ في الحرب، وإنه ليعلم أنه كان خلفي ولكن أبى الناس إلا أنه صاحبه ولا أرى أن أكون خصم العامة، وإن الأشتر لأهل ألا ينازع فلما بلغ الأشتر قوله قال: أما والله لو لا أني أطفأت جمرته عنه ما دنا منه وما صاحبه غيري، وإن الصيد لمن وقذه فقال عبد الرحمن: لا أنازع فيه ما القول إلا ما قاله وأنى لي أن أخالف الناس.

  قال: وخرج عبد الله بن خلف الخزاعي وهو رئيس البصرة وأكثر أهلها مالا وضياعا، فطلب البراز وسأل ألا يخرج إليه إلا علي # وارتجز فقال:

  أبا تراب ادن مني فترا ... فإنني دان إليك شبرا

  وإن في صدري عليك غمرا