من أخبار يوم الجمل أيضا
  فخرج إليه علي # فلم يمهله أن ضربه ففلق هامته.
  قالوا استدار الجمل كما تدور الرحى، وتكاثفت الرجال من حوله واشتد رغاؤه واشتد زحام الناس عليه، ونادى الحتات المجاشعي: أيها الناس، أمكم أمكم، واختلط الناس فضرب بعضهم بعضا، وتقصد أهل الكوفة قصد الجمل والرجال دونه كالجبال كلما خف قوم جاء أضعافهم، فنادى علي # ويحكم: ارشقوا الجمل بالنبل اعقروه لعنه الله، فرشق بالسهام فلم يبق فيه موضع إلا أصابه النبل، وكان مجففا فتعلقت السهام به فصار كالقنفذ، ونادت الأزد وضبة يا لثارات عثمان فاتخذوها شعارا، ونادى أصحاب علي #: يا محمد، فاتخذوها شعارا واختلط الفريقان ونادى علي # بشعار رسول الله ÷: يا منصور أمت، وهذا في اليوم الثاني من أيام الجمل فلما دعا بها تزلزلت أقدام القوم وذلك وقت العصر بعد أن كانت الحرب من وقت الفجر.
  قال الواقدي: وقد روي أن شعاره # كان في ذلك اليوم حم لا ينصرون اللهم انصرنا على القوم الناكثين، ثم تحاجز الفريقان والقتل فاش فيهما إلا أنه في أهل البصرة أكثر وأمارات النصر لائحة لعسكر الكوفة، ثم تواقفوا في اليوم الثالث فبرز أول الناس عبد الله بن الزبير ودعا إلى المبارزة فبرز إليه الأشتر، فقالت عائشة من برز إلى عبد الله، قالوا: الأشتر، فقالت: وا ثكل أسماء فضرب كل منهما صاحبه فجرحه، ثم اعتنقا فصرع الأشتر عبد الله وقعد على صدره، واختلط الفريقان هؤلاء لينقذوا عبد الله وهؤلاء ليعينوا الأشتر وكان الأشتر طاويا ثلاثة أيام