شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الجناس وأنواعه

صفحة 282 - الجزء 8

  وهذا البيت حسن الصنعة لأنه قد جمع بين التجنيس الناقص وبين المقلوب وهو أرماح وأرحام.

  ومنها أن تكون الألفاظ مختلفة في الوزن والتركيب بحرف واحد كقوله تعالى {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ٢٩ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ٣٠}⁣[القيامة: ٢٩ - ٣٠] وكقوله تعالى {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤}⁣[الكهف: ١٠٤] وكقول النبي ÷ المسلم من سلم الناس من لسانه ويده وقول بعضهم الصديق لا يحاسب والعدو لا يحتسب له هكذا ذكر ابن الأثير هذه الأمثلة.

  قال ومن هذا القسم قول أبي تمام:

  أيام تدمى عينه تلك الدمى ... حسنا وتقمر لبه الأقمار

  بيض فهن إذا رمقن سوافرا ... صور وهن إذا رمقن صوار

  وكذلك قوله أيضا:

  بدر أطاعت فيك بادرة النوى ... ولعا وشمس أولعت بشماس

  وقوله أيضا:

  جهلوا فلم يستكثروا من طاعة ... معروفة بعمارة الأعمار

  وقوله أيضا:

  إن الرماح إذا غرسن بمشهد ... فجنى العوالي في ذراه معال