فصل في الجناس وأنواعه
  وهذا البيت حسن الصنعة لأنه قد جمع بين التجنيس الناقص وبين المقلوب وهو أرماح وأرحام.
  ومنها أن تكون الألفاظ مختلفة في الوزن والتركيب بحرف واحد كقوله تعالى {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ٢٩ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ٣٠}[القيامة: ٢٩ - ٣٠] وكقوله تعالى {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤}[الكهف: ١٠٤] وكقول النبي ÷ المسلم من سلم الناس من لسانه ويده وقول بعضهم الصديق لا يحاسب والعدو لا يحتسب له هكذا ذكر ابن الأثير هذه الأمثلة.
  قال ومن هذا القسم قول أبي تمام:
  أيام تدمى عينه تلك الدمى ... حسنا وتقمر لبه الأقمار
  بيض فهن إذا رمقن سوافرا ... صور وهن إذا رمقن صوار
  وكذلك قوله أيضا:
  بدر أطاعت فيك بادرة النوى ... ولعا وشمس أولعت بشماس
  وقوله أيضا:
  جهلوا فلم يستكثروا من طاعة ... معروفة بعمارة الأعمار
  وقوله أيضا:
  إن الرماح إذا غرسن بمشهد ... فجنى العوالي في ذراه معال