شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الجناس وأنواعه

صفحة 286 - الجزء 8

  وأبي سعيد الضرير فإنهما قالا لما امتدح عبد الله بن طاهر بقصيدة وفي افتتاحها تكلف وتعجرف لم لا تقول ما يفهم فقال لهما لم لا تفهمان ما يقال.

  والضرب الثاني من هذا القسم عكس الحروف وهو كقول بعضهم وقد أهدى لصديق له كرسيا:

  أهديت شيئا يقل لو لا ... أحدوثة الفأل والتبرك

  كرسي تفاءلت فيه لما ... رأيت مقلوبه يسرك

  وكقول الآخر:

  كيف السرور بإقبال وآخره ... إذا تأملته مقلوب إقبال

  أي لا بقاء.

  وكقول الآخر:

  جاذبتها والريح تجذب عقربا ... من فوق خد مثل قلب العقرب

  وطفقت الثم ثغرها فتمنعت ... وتحجبت عني بقلب العقرب

  يريد برقعا ومنها النوع المسمى المجنب وهو أن يجمع بين كلمتين إحداهما كالجنيبة التابعة للأخرى مثل قول بعضهم:

  أبا الفياض لا تحسب بأني ... لفقري من حلى الأشعار عار

  فلي طبع كسلسال معين ... زلال من ذرا الأحجار جار

  وهذا في التحقيق هو الباب المسمى لزوم ما لا يلزم وليس من باب التجنيس ومنها المقلوب وهو ما يتساوى وزنه وتركيبه إلا أن حروفه تتقدم وتتأخر مثل قول أبي تمام