شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الجناس وأنواعه

صفحة 287 - الجزء 8

  بيض الصفائح لا سود الصحائف في ... متونهن جلاء الشك والريب

  وقد ورد مثل ذلك في المنثور نحو ما روي عن النبي ÷ أنه يقال يوم القيامة لصاحب القرآن اقرأ وارق.

  وقد تكلمت في كتابي المسمى بالعبقري الحسان على أقسام الصناعة البديعة نثرا ونظما وبينت أن كثيرا منها يتداخل ويقوم البعض من ذلك مقام بعض فليلمح من هناك: مِنْهَا وَاِعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْ ءٍ إِلاَّ وَيَكَادُ صَاحِبُهُ يَشْبَعُ مِنْهُ وَيَمَلُّهُ إِلاَّ اَلْحَيَاةَ فَإِنَّهُ لاَ يَجِدُ فِي اَلْمَوْتِ رَاحَةً وَإِنَّمَا ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ اَلْحِكْمَةِ اَلَّتِي هِيَ حَيَاةٌ لِلْقَلْبِ اَلْمَيِّتِ وَبَصَرٌ لِلْعَيْنِ اَلْعَمْيَاءِ وَسَمْعٌ لِلْأُذُنِ اَلصَّمَّاءِ وَرِيٌّ لِلظَّمْآنِ وَفِيهَا اَلْغِنَى كُلُّهُ وَاَلسَّلاَمَةُ كِتَابُ اَللَّهِ تُبْصِرُونَ بِهِ وَتَنْطِقُونَ بِهِ وَتَسْمَعُونَ بِهِ وَيَنْطِقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَيَشْهَدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ وَلاَ يَخْتَلِفُ فِي اَللَّهِ وَلاَ يُخَالِفُ بِصَاحِبِهِ عَنِ اَللَّهِ قَدِ اِصْطَلَحْتُمْ عَلَى اَلْغِلِّ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَنَبَتَ اَلْمَرْعَى عَلَى دِمَنِكُمْ وَتَصَافَيْتُمْ عَلَى حُبِّ اَلآْمَالِ وَتَعَادَيْتُمْ فِي كَسْبِ اَلْأَمْوَالِ لَقَدِ اِسْتَهَامَ بِكُمُ اَلْخَبِيثُ وَتَاهَ بِكُمُ اَلْغُرُورُ وَاَللَّهُ اَلْمُسْتَعَانُ عَلَى نَفْسِي وَأَنْفُسِكُمْ