شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر أطراف مما شجر بين علي وعثمان في أثناء خلافته

صفحة 13 - الجزء 9

  في رجال من بني أمية فأذن لي وألطفني وقربني وأدنى مجلسي ثم قال ما صنعت فأخبرته بالخبر على وجهه وما قال الرجل وقلت له وكتمته قوله إنه ليقرف قرحة ليحورن عليه ألمها إبقاء عليه وإجلالا له وذكرت مجيء عمار وبش علي له وظن علي أن قبله غير ما ألقيت عليه وسلوكهما حيث سلكا قال وفعلا قلت نعم فاستقبل القبلة ثم قال اللهم رب السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم أصلح لي عليا وأصلحني له أمن يا ابن عباس فأمنت ثم تحدثنا طويلا وفارقته وأتيت منزلي.

  وروى الزبير بن بكار أيضا في الكتاب المذكور عن عبد الله بن عباس قال ما سمعت من أبي شيئا قط في أمر عثمان يلومه فيه ولا يعذره ولا سألته عن شيء من ذلك مخافة أن أهجم منه على ما لا يوافقه فإنا عنده ليلة ونحن نتعشى إذ قيل هذا أمير المؤمنين عثمان بالباب فقال ائذنوا له فدخل فأوسع له على فراشه وأصاب من العشاء معه فلما رفع قام من كان هناك وثبت أنا فحمد عثمان الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا خال فإني قد جئتك أستعذرك من ابن أخيك علي سبني وشهر أمري وقطع رحمي وطعن في ديني وإني أعوذ بالله منكم يا بني عبد المطلب إن كان لكم حق تزعمون أنكم غلبتم عليه فقد تركتموه في يدي من فعل ذلك بكم وأنا أقرب إليكم رحما منه وما لمت منكم أحدا إلا عليا ولقد دعيت أن أبسط عليه فتركته لله والرحم وأنا أخاف ألا يتركني فلا أتركه.

  قال ابن عباس فحمد أبي الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا ابن أختي فإن كنت لا تحمد عليا لنفسك فإني لا أحمدك لعلي وما علي وحده قال فيك بل غيره فلو أنك