شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر أطراف مما شجر بين علي وعثمان في أثناء خلافته

صفحة 15 - الجزء 9

  وروى الواقدي في كتاب الشورى عن ابن عباس | قال شهدت عتاب عثمان لعلي # يوما فقال له في بعض ما قاله نشدتك الله أن تفتح للفرقة بابا فلعهدي بك وأنت تطيع عتيقا وابن الخطاب طاعتك لرسول الله ÷ ولست بدون واحد منهما وأنا أمس بك رحما وأقرب إليك صهرا فإن كنت تزعم أن هذا الأمر جعله رسول الله ÷ لك فقد رأيناك حين توفي نازعت ثم أقررت فإن كانا لم يركبا من الأمر جددا فكيف أذعنت لهما بالبيعة وبخعت بالطاعة وإن كانا أحسنا فيما وليا ولم أقصر عنهما في ديني وحسبي وقرابتي فكن لي كما كنت لهما.

  فقال علي # أما الفرقة فمعاذ الله أن أفتح لها بابا وأسهل إليها سبيلا ولكني أنهاك عما ينهاك الله ورسوله عنه وأهديك إلى رشدك وأما عتيق وابن الخطاب فإن كانا أخذا ما جعله رسول الله ÷ لي فأنت أعلم بذلك والمسلمون وما لي ولهذا الأمر وقد تركته منذ حين فإما ألا يكون حقي بل المسلمون فيه شرع فقد أصاب السهم الثغرة وإما أن يكون حقي دونهم فقد تركته لهم طبت به نفسا ونفضت يدي عنه استصلاحا وأما التسوية بينك وبينهما فلست كأحدهما إنهما وليا هذا الأمر فظلفا أنفسهما وأهلهما عنه وعمت فيه وقومك عوم السابح في اللجة فارجع إلى الله أبا عمرو وانظر هل بقي من عمرك إلا كظمء الحمار فحتى متى وإلى متى ألا تنهى سفهاء بني أمية عن أعراض المسلمين وأبشارهم وأموالهم والله لو ظلم عامل من عمالك حيث تغرب الشمس لكان إثمه مشتركا بينه وبينك.

  قال ابن عباس فقال عثمان لك العتبى وافعل واعزل من عمالي كل من تكرهه