فصل فيما شجر بين عثمان وابن عباس من الكلام بحضرة علي
  بغير ذلك يوم يقول وأنت عنده إن من أصحابي لقوما سالمين لهم وإن عثمان لمنهم إنه لأحسنهم بهم ظنا وأنصحهم لهم حبا فقال علي # فتصدق قوله ÷ بفعلك وخالف ما أنت الآن عليه فقد قيل لك ما سمعت وهو كاف إن قبلت قال عثمان فتثق يا أبا الحسن قال نعم أثق ولا أظنك إلا فاعلا قال عثمان قد وثقت وأنت ممن لا يخفر صاحبه ولا يكذب لقيله.
  قال ابن عباس فأخذت بأيديهما حتى تصافحا وتصالحا وتمازحا ونهضت عنهما فتشاورا وتآمرا وتذاكرا ثم افترقا فو الله ما مرت ثالثة حتى لقيني كل واحد منهما يذكر من صاحبه ما لا تبرك عليه الإبل فعلمت أن لا سبيل إلى صلحهما بعدها.
  وروى أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب أخبار السقيفة عن محمد بن قيس الأسدي عن المعروف بن سويد قال كنت بالمدينة أيام بويع عثمان فرأيت رجلا في المسجد جالسا وهو يصفق بإحدى يديه على الأخرى والناس حوله ويقول وا عجبا من قريش واستئثارهم بهذا الأمر على أهل هذا البيت معدن الفضل ونجوم الأرض ونور البلاد والله إن فيهم لرجلا ما رأيت رجلا بعد رسول الله ÷ أولى منه بالحق ولا أقضي بالعدل ولا آمر بالمعروف ولا أنهى عن المنكر فسألت عنه فقيل هذا المقداد فتقدمت إليه وقلت أصلحك الله من الرجل الذي تذكر فقال ابن عم نبيك رسول الله ÷ علي بن أبي طالب.
  قال فلبثت ما شاء الله ثم إني لقيت أبا ذر | فحدثته ما قال المقداد فقال صدق قلت فما يمنعكم أن تجعلوا هذا الأمر فيهم قال أبى ذلك قومهم قلت فما يمنعكم أن تعينوهم قال مه لا تقل هذا إياكم والفرقة والاختلاف.