فصل في الاعتراض وإيراد مثل منه
  وقد يأتي الاعتراض على غاية من القبح والاستهجان وهو على سبيل التقديم والتأخير نحو قول الشاعر:
  فقد والشك بين لي عناء ... بوشك فراقهم صرد فصيح
  تقديره فقد بين لي صرد يصيح بوشك فراقهم والشك عناء فلأجل قوله والشك عناء بين قد والفعل الماضي وهو بين عد اعتراضا مستهجنا وأمثال هذا للعرب كثير.
  قوله # يأخذ الوالي من غيرها عمالها على مساوئ أعمالها كلام منقطع عما قبله وقد كان تقدم ذكر طائفة من الناس ذات ملك وأمره فذكر # أن الوالي يعني الإمام الذي يخلقه الله تعالى في آخر الزمان يأخذ عمال هذه الطائفة على سوء أعمالهم وعلى هاهنا متعلقة بيأخذ التي هي بمعنى يؤاخذ من قولك أخذته بذنبه وآخذته والهمز أفصح.
  والأفاليذ جمع أفلاذ وأفلاذ جمع فلذ وهي القطعة من الكبد وهذا كناية عن الكنوز التي تظهر للقائم بالأمر وقد جاء ذكر ذلك في خبر مرفوع في لفظة وقاءت له الأرض أفلاذ كبدها وقد فسر قوله تعالى {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ٢}[الزلزلة: ٢] بذلك في بعض التفاسير.
  والمقاليد المفاتيح: مِنْهَا كَأَنِّي بِهِ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ وَفَحَصَ بِرَايَاتِهِ فِي ضَوَاحِي كُوفَانَ فَعَطَفَ عَلَيْهَا عَطْفَ اَلضَّرُوسِ وَفَرَشَ اَلْأَرْضَ بِالرُّءُوسِ قَدْ فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ وَثَقُلَتْ فِي اَلْأَرْضِ وَطْأَتُهُ بَعِيدَ اَلْجَوْلَةِ عَظِيمَ اَلصَّوْلَةِ