16 - ومن خطبة له # لما بويع بالمدينة
  الإحسان ما لا تبلغه مواقع الاستحسان وإن حظ العجب منه أكثر من حظ العجب به، وفيه مع الحال التي وصفنا زوائد من الفصاحة لا يقوم بها لسان ولا يطلع فجها إنسان ولا يعرف ما أقول إلا من ضرب في هذه الصناعة بحق، وجرى فيها على عرق {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ٤٣}[العنكبوت: ٤٣] ومن هذه الخطبة: (شُغِلَ مَنِ اَلْجَنَّةُ وَاَلنَّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا وَطَالِبٌ بَطِي ءٌ رَجَا وَمُقَصِّرٌ فِي اَلنَّارِ هَوَى اَلْيَمِينُ وَاَلشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَاَلطَّرِيقُ اَلْوُسْطَى هِيَ اَلْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي اَلْكِتَابِ وَآثَارُ اَلنُّبُوَّةِ وَمِنْهَا مَنْفَذُ اَلسُّنَّةِ وَإِلَيْهَا مَصِيرُ اَلْعَاقِبَةِ هَلَكَ مَنِ اِدَّعَى وَخَابَ مَنِ اِفْتَرَى مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ عِنْدَ جَهَلَةِ اَلنَّاسِ وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلاَّ يَعْرِفَ قَدْرَهُ لاَ يَهْلِكُ عَلَى اَلتَّقْوَى سِنْخُ أَصْلٍ وَلاَ يَظْمَأُ عَلَيْهَا زَرْعُ قَوْمٍ فَاسْتَتِرُوا فِي بُيُوتِكُمْ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَاَلتَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ وَلاَ يَحْمَدْ حَامِدٌ إِلاَّ رَبَّهُ وَلاَ يَلُمْ لاَئِمٌ إِلاَّ نَفْسَهُ [ذَنْبَهُ])