144 - ومن خطبة له #
  وفي المثل باءت عرار بكحل وهما بقرتان قتلت إحداهما بالأخرى وقال مهلهل لبجير لما قتل بؤ بشسع نعل كليب.
  قوله # أين الذين زعموا هذا الكلام كناية وإشارة إلى قوم من الصحابة كانوا ينازعونه الفضل فمنهم من كان يدعي له أنه أفرض ومنهم من كان يدعي له أنه أقرأ ومنهم من كان يدعي له أنه أعلم بالحلال والحرام هذا مع تسليم هؤلاء له أنه # أقضى الأمة وأن القضاء يحتاج إلى كل هذه الفضائل وكل واحدة منها لا تحتاج إلى غيرها فهو إذن أجمع للفقه وأكثرهم احتواء عليه إلا أنه # لم يرض بذلك ولم يصدق الخبر الذي قيل أفرضكم فلان إلى آخره فقال إنه كذب وافتراء حمل قوما على وضعه الحسد والبغي والمنافسة لهذا الحي من بني هاشم أن رفعهم الله على غيرهم واختصهم دون من سواهم.
  وأن هاهنا للتعليل أي لأن فحذف اللام التي هي أداة التعليل على الحقيقة قال سبحانه {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}[المائدة: ٨٠] وقال بعض النحاة لبعض الفقهاء الزاعمين أن لا حاجة للفقه إلى النحو ما تقول لرجل قال لزوجته أنت طالق إن دخلت الدار فقال لا يقع إلا بالدخول فقال فإن فتح الهمزة قال كذلك فعرفه أن العربية نافعة في الفقه وأن الطلاق منجز لا معلق إن كان مراده تعليل الطلاق بوقوع الدخول لاشتراطه به.
  ثم قال بنا يستعطى الهدى أي يطلب أن يعطى وكذلك يستجلى أي يطلب جلاؤه.
  ثم قال إن الأئمة من قريش إلى آخر الفصل