شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

145 - ومن خطبة له #

صفحة 93 - الجزء 9

  ثم قال ولا تقوم له نابتة إلا وتسقط منه محصودة هذه إشارة إلى ذهاب الآباء عند حدوث أبنائهم في الأعم الأغلب ولهذا قال وقد مضت أصول نحن فروعها فما بقاء فرع بعد ذهاب أصله وقد نظر الشعراء إلى هذا المعنى فقالوا فيه وأكثروا نحو قول الشاعر:

  فإن أنت لم تصدقك نفسك فانتسب ... لعلك تهديك القرون الأوائل

  فإن لم تجد من دون عدنان والدا ... ودون معد فلتزعك العواذل

  وقال الشاعر:

  فعددت آبائي إلى عرق الثرى ... فدعوتهم فعلمت أن لم يسمعوا

  لا بد من تلف مصيب فانتظر ... أبأرض قومك أم بأخرى تصرع

  وقد صرح أبو العتاهية بالمعنى فقال:

  كل حياة إلى ممات ... وكل ذي جدة يحول

  كيف بقاء الفروع يوما ... وقد ذوت قبلها الأصول

  مِنْهَا وَمَا أُحْدِثَتْ بِدْعَةٌ إِلاَّ تُرِكَ بِهَا سُنَّةٌ فَاتَّقُوا اَلْبِدَعَ وَاِلْزَمُوا اَلْمَهْيَعَ إِنَّ عَوَازِمَ اَلْأُمُورِ أَفْضَلُهَا وَإِنَّ مُحْدَثَاتِهَا شِرَارُهَا