شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

145 - ومن خطبة له #

صفحة 94 - الجزء 9

  البدعة كل ما أحدث مما لم يكن على عهد رسول الله ÷ فمنها الحسن كصلاة التراويح ومنها القبيح كالمنكرات التي ظهرت في أواخر الخلافة العثمانية وإن كانت قد تكلفت الأعذار عنها.

  ومعنى قوله # ما أحدثت بدعة إلا ترك بها سنة أن من السنة ألا تحدث البدعة فوجود البدعة عدم للسنة لا محالة.

  والمهيع الطريق الواضح من قولهم أرض هيعة أي مبسوطة واسعة والميم مفتوحة وهي زائدة.

  وعوازم الأمور ما تقادم منها من قولهم عجوز عوزم أي مسنة قال الراجز:

  لقد غدوت خلق الثياب ... أحمل عدلين من التراب

  لعوزم وصبية سغاب ... فآكل ولاحس وآبي

  ويجمع فوعل على فواعل كدورق وهوجل ويجوز أن يكون عوازم جمع عازمة ويكون فاعل بمعنى مفعول أي معزوم عليها أي مقطوع معلوم بيقين صحتها ومجيء فاعلة بمعنى مفعولة كثير كقولهم عيشة راضية بمعنى مرضية والأول أظهر عندي لأن في مقابلته قوله وإن محدثاتها شرارها والمحدث في مقابلة القديم