16 - ومن خطبة له # لما بويع بالمدينة
  وهي كلمة جارية مجرى المثل ومراده على الرواية الثانية من أبدى صفحته لنصرة الحق غلبه أهل الجهل؛ لأنهم العامة وفيهم الكثرة فهلك.
  وهذه الخطبة من جلائل خطبه # ومن مشهوراتها قد رواها الناس كلهم، وفيها زيادات حذفها الرضي إما اختصارا أو خوفا من إيحاش السامعين، وقد ذكرها شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان والتبيين على وجهها ورواها عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.
  قال أول خطبة خطبها أمير المؤمنين علي # بالمدينة في خلافته حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ÷، ثم قال ألا لا يرعين مرع إلا على نفسه شغل من الجنة والنار أمامه ساع مجتهد ينجو وطالب يرجو، ومقصر في النار ثلاثة واثنان ملك طار بجناحيه ونبي أخذ الله بيده، لا سادس هلك من ادعى وردي من اقتحم.
  اليمين والشمال مضلة والوسطى الجادة؛ منهج عليه باقي الكتاب والسنة وآثار النبوة إن الله داوى هذه الأمة بدواءين السوط والسيف لا هوادة عند الإمام فيهما استتروا في بيوتكم، وأصلحوا ذات بينكم، والتوبة من ورائكم من أبدى صفحته