شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

150 - ومن خطبة له # ويومئ فيها إلى الملاحم

صفحة 126 - الجزء 9

١٥٠ - ومن خطبة له # ويومئ فيها إلى الملاحم

  وَ أَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً ظَعْناً فِي مَسَالِكِ اَلْغَيِّ وَتَرْكاً لِمَذَاهِبِ اَلرُّشْدِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ وَلاَ تَسْتَبْطِئُوا مَا يَجِي ءُ بِهِ اَلْغَدُ فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِلٍ بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ وَمَا أَقْرَبَ اَلْيَوْمَ مِنْ تَبَاشِيرِ غَدٍ يَا قَوْمِ هَذَا إِبَّانُ وُرُودِ كُلِّ مَوْعُودٍ وَدُنُوٌّ مِنْ طَلْعَةِ مَا لاَ تَعْرِفُونَ أَلاَ وَإِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاجٍ مُنِيرٍ وَيَحْذُو فِيهَا عَلَى مِثَالِ اَلصَّالِحِينَ لِيَحُلَّ فِيهَا رِبْقاً وَيُعْتِقَ فِيهَا رِقّاً وَيَصْدَعَ شَعْباً وَيَشْعَبَ صَدْعاً فِي سُتْرَةٍ عَنِ اَلنَّاسِ لاَ يُبْصِرُ اَلْقَائِفُ أَثَرَهُ وَلَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ ثُمَّ لَيُشْحَذَنَّ فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ اَلْقَيْنِ اَلنَّصْلَ تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ وَيُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعِهِمْ وَيُغْبَقُونَ كَأْسَ اَلْحِكْمَةِ بَعْدَ اَلصَّبُوحِ يذكر # قوما من فرق الضلال أخذوا يمينا وشمالا أي ضلوا عن الطريق الوسطى التي هي منهاج الكتاب والسنة وذلك لأن كل فضيلة وحق فهو محبوس بطرفين خارجين عن العدالة وهما جانبا الإفراط والتفريط كالفطانة التي هي محبوسة