150 - ومن خطبة له # ويومئ فيها إلى الملاحم
  وقال تعالى {وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٢١٦}[البقرة: ٢١٦] وتباشير الصبح أوائله.
  ثم قال يا قوم قد دنا وقت القيامة وظهور الفتن التي تظهر أمامها.
  وإبان الشيء بالكسر والتشديد وقته وزمانه وكنى عن تلك الأهوال بقوله ودنو من طلعة ما لا تعرفون لأن تلك الملاحم والأشراط الهائلة غير معهود مثلها نحو دابة الأرض والدجال وفتنته وما يظهر على يده من المخاريق والأمور الموهمة وواقعة السفياني وما يقتل فيها من الخلائق الذين لا يحصى عددهم.
  ثم ذكر أن مهدي آل محمد ÷ وهو الذي عنى بقوله وإن من أدركها منا يسري في ظلمات هذه الفتن بسراج منير وهو المهدي وأتباع الكتاب والسنة.
  ويحذو فيها يقتفي ويتبع مثال الصالحين ليحل في هذه الفتن وربقا أي حبلا معقودا.
  ويعتق رقا أي يستفك أسرى وينقذ مظلومين من أيدي ظالمين ويصدع شعبا أي يفرق جماعة من جماعات الضلال ويشعب صدعا يجمع ما تفرق من كلمة أهل الهدى والإيمان.
  قوله # في سترة عن الناس هذا الكلام يدل على استتار هذا الإنسان المشار إليه وليس ذلك بنافع للإمامية في مذهبهم وإن ظنوا أنه تصريح بقولهم وذلك لأنه من الجائز أن يكون هذا الإمام يخلقه الله تعالى في آخر الزمان ويكون مستترا مدة وله دعاة يدعون إليه ويقررون أمره ثم يظهر بعد ذلك الاستتار ويملك الممالك