شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

150 - ومن خطبة له # ويومئ فيها إلى الملاحم

صفحة 132 - الجزء 9

  حَتَّى إِذَا قَبَضَ اَللَّهُ رَسُولَهُ رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى اَلْأَعْقَابِ وَغَالَتْهُمُ اَلسُّبُلُ وَاِتَّكَلُوا عَلَى اَلْوَلاَئِجِ وَوَصَلُوا غَيْرَ اَلرَّحِمِ وَهَجَرُوا اَلسَّبَبَ اَلَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ وَنَقَلُوا اَلْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَةٍ وَأَبْوَابُ كُلِّ ضَارِبٍ فِي غَمْرَةٍ قَدْ مَارُوا فِي اَلْحَيْرَةِ وَذَهَلُوا فِي اَلسَّكْرَةِ عَلَى سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ مِنْ مُنْقَطِعٍ إِلَى اَلدُّنْيَا رَاكِنٍ أَوْ مُفَارِقٍ لِلدِّينِ مُبَايِنٍ رجعوا على الأعقاب تركوا ما كانوا عليه قال سبحانه {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا}⁣[آل عمران: ١٤٤].

  و غالتهم السبل أهلكهم اختلاف الآراء والأهواء غاله كذا أي أهلكه والسبل الطرق.

  والولائج جمع وليجة وهي البطانة يتخذها الإنسان لنفسه قال سبحانه {وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً}⁣[التوبة: ١٦].

  و وصلوا غير الرحم أي غير رحم رسول الله ÷ فذكرها #